السبت، أبريل 30، 2011

احتياجات الإنسان السوي ..2










قبل أن أطبع حروفاً تترجم تلك الحاجات الأساسية أحب أن أسبق وأترجم ما سيقوله البعض :
ربما تقول أن ما أذكره هنا ليس بـ جديد ؛ وإنما هو تكرار ونسخ ليس أكثر .. ولما يكون سرد هذا الموضوع في أجزاء؟ والاطالة فيه لا تغير من كون مكرّراً .


لذا أعطيك العذر بعدم اكمال قراءة ما تراه هنا ؛ واترك حروفي حرةً بدون شدٍ أو كسرٍ لها .. فهي ملكٌ لكل من أحب قرائتها .. ^ ^




إذاً بما أن الجسد له مطالب كـ الطعام ، الشراب ، الرغبات والنزوات ؛ فإن الروح تطلب الرقي والسمو وهنا سنترجم الطريق لـهذا العلو ؛ أما الجسد فهو يعود للتراب كما أتى منه ..

وهذا العلو لا يأت إلا بالعزة وطريقها الصلاة . فهي العبادة التي نكون فيها على اتصال بالله سبحانه ؛ حيث ننطرح بين يديه باكين خاشعين وجِــليـن .. ويطلب القلب حينها ما يريد ..

وياللخسارة  تعلمنا منذ الصغر كيف نؤدي الصلاة بدون  تــلـذذ ؛ وإنما شرود الفكر والقلب مع لسان يكرر ما حفظه هو ما حصلنا عليه . وبهذا فقدنا الغاية الروحية من أدائها . 

( فقد ضاع من العمر عشرون عاما لم أعرف كيف أتلذذ بها وإنما أقوم بأدائها لأنها فرضا واجب علي . أنصح بمشاهدة هذا البرنامج الأكثر من رائع " كيف تتلذذ بالصلاة ؟ الجزء 1 "     &    " كيف تتلذذ بالصلاة ؟ الجزء 2 "  ولا تنسى أن تعلمه لطفلك ^ ^ )  

~
:كلمة مني: علمني كيف أجد الحياة واللذة والروح في ما أجهله قبل كيفية القيام به .
                                                                                                      ~



كما أرى أن القيم والمبادئ التي ربينا عليها هي ضمن الحاجات الروحية لأنه حينما نفعل ما يناقضها في حياتنا اليومية ؛ فإن كل ما نحصل عليه هو قلق نفسي وأحيانا يصل للإكتئاب وبهذا نكون في صراع مع أنفسنا حيث الندم وتأنيب الضمير .

ولكن أحياناً كثيرة نحن من نزرع تناقضاً من نوع آخر بين القيم والمبادئ ذاتها ونجلب القلق النفسي . كما أننا لا نقتصر على أنفسنا وإنما يكون هناك نصيباً منه للصغار .
~
وقفة مع طفل :

الأم : تشرح لأبنها معنى ( حب لغيرك ما تحبه لنفسك ) في أحد كتبه المدرسيه .
                                    " رن الهاتف "

الأم : مرحبا. كيف الحال .؟ ...
                       " وأثناء المكالمة "

الأم : صادقة والله الزمن هذا مافيه أحد ينفع أحد .. نفسي نفسي ويالله السلامه .

    " الطفل يلتفت بنظرات التعجب والاستغراب  "
                                                                                                      ~
بالله أي تعليم هذا..!!

 الأمثلة والمواقف اليومية كثيرة لا يتسع المكان لطرحها ؛ فهذا فقط ما يحدث في المنزل ناهيك عن المدرسة وفي الاجتماعات العائلية  ... ومكان العمل  وغيره . 
أما ما يزيد غيضي هو حينما نتذمر ونشكوا من سلوكيات الأطفال المزعجة لنا . ونغفل عن السبب ؛ فنحن من نزرع فيهم السلوك قبل أن يترجموه على أرض الواقع .

إذا ً حينما لا نغرس القيم والمبادئ بأفعال فإننا سنوجد جيل من البشريه يسير في حياته متخبطاً لا يعرف الاتجاه الذي يجد فيه التوافق النفسي والفكري .
وبالتالي البعض يحاول أن يعوض أو بعبارة أصح يغطي هذا الخلل ببعض السلوكيات التي يظهر من خلالها مدى قوته وهيبته بين المجتمع فتجده المسكين مغرورا ، متصنعاً لا يعرف العفويه .. باختصار " يا أرض اهتزي ما حد عليكي أدي " :)


هذا ما يحدث مع الكثير حينما يفقد اللذة والغاية من العبادات ، ويحصل على خلل مع المبادئ والقيم .. وبالتالي لا يوجد أي اشباع للروح فتزداد السلوكيات الخاطئة ، وحالات الاكتئاب .

 فقد وجد أن سرعة تجاوز الإنسان المشبع روحيا  لـ الصدمات النفسية  تساوي أكثر  من الإنسان الغير مشبع بمقدار النصف تقريبا . قال تعالى : ( ألا بذكر لله تطمئن القلوب ) . 


الآن يوجد الكثير من الدول التي لا تؤمن  بالدين ومع ذلك تدرك أهمية هذا الجانب ومدى تأثيره على نجاح وسعادة الانسان ، فاستخدمت الكثير من الأساليب مثل اليوغا و التشا يتشي  .

( وقفة )
دوما أذكر في تدويناتي الخاصة بـ رياضة اليوغا  أن لها الأثر على النفسية والمزاج للشخص نعم صحيح ولكن لا تنقص من أهمية العبادات والأعمال التي نبتغي بها وجه لله سبحانه .. وإنما هي رياضة نشعر بأثرها لفترة قصيرة والدليل أنه في اليوم التالي ربما يكون مزاجك سيء .. وهذا يحدث مع الجميع .. ولذلك بعض من الديانات الغير مسلمة تواضب على بعض الرياضات والطقوس التي تشعرهم بالسعادة بشكل يومي ..

ولكن مالا يحدث معهم  هو أن العبادة لله سبحانه، والإيمان به، وفعل الأعمال الصالحة هي طريق السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة  ..

( جعل الله أيامي وأيامكم أكثر سعادة و نجاحاً .. اللهم آمين ) ^ ^




كما أرى أن هذا الجانب من بين الجوانب الأربعة البقية أنه لا يوجد له حد معين لإشباعه . وإنما يجب أن تستزيد دوما من الأعمال التي تساهم في رقي هذا الجانب .. فهو سبب السعادة لكل مسلم ومسلمة في الدنيا والآخرة .

قال تعالى : " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا "



ومع كل ما ذكرته لابد من التوازن بين مطالب الجسد والروح بدون تهميش أو تقليل لأهمية أي منهما .
"فالجسد يتأثر بالهوى ويفقد قدرته على المقاومة في وجه الضغوطات المختلفة ، مالم يكون مضبوطاً على ميزان العقيدة الصحيحة " سيد قطب


وآخر حروفي في هذا الجانب تقول لكم :
لا تترك الطفل معلقا في هذه الحياة بلا روح قوية تعينه على هذا الزمان حتى لا يفقد مشاعر الرضى عن النفس والقناعة بما كتب الله له فإنها هي السعادة .

حينما يكتمل الاشباع للحاجات يصبح الإنسان للنجاح وتحقيق الطموح أقرب ..




... يــتـــبـــــــــــــــع >>


abuiyad

2 التعليقات:

غير معرف يقول...

هذه هي المقالات التي تنشر وليست مانقرأه في الصحف اليوم..!!
قرأت الجزء الأول والثاني .. وفي انتظار ماستكتبينه..

يعطك العاافيه..

Unknown يقول...

لك الشكر يا من وضعت بصمة لرأيك في تدوينتي ^ ^

ان شاء الله تكون الأجزاء البقية أكثر نفعاً ..

تحيتي لك

إرسال تعليق

لاتحرمنا من ذائقـة رأيكـ .. 7